دعاية أخرى مضللة للمستوطنين-jlac
الرئيسية » اخبار »

دعاية أخرى مضللة للمستوطنين

يدين مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان الدعاية المضللة التي تقوم منظمة "ريغافيم" الإسرائيلية، بنشرها، وبالأخص بيانها الأخير، الذي ينتقد الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي بزعم أنها تعطي الأولوية لهدم المنشآت التي أقامها المستوطنون الإسرائيليون، دون المساس بالمنشآت الفلسطينية. تهدف هذه الرواية الكاذبة إلى تضليل واقع الظلم الذي تحياه التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

تهدف عمليات البناء للمستوطنين الإسرائيليين، التي غالباً ما يقومون بها دون الحصول على تصاريح، وعلى أراضٍ مملوكة لمواطنين فلسطينيين، إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية بشكل علني، مؤمنين بأن كافة مناطق "ج" هي أراضٍ إسرائيلية، الادعاء المرفوض بشكل قاطع بموجب القانون الدولي. تهدف هذه الممارسات إلى توسيع المستوطنات غير القانونية، ما يؤدي إلى شرذمة الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يقوّض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

في المقابل، فإن المواطنين الفلسطينيين يقومون بالبناء على أراضٍ يمتلكونها، تم تصنيفها على أنها منطقة "ج"، بهدف التوسع الطبيعي لمجتمعاتهم وبلدانهم، كما أن المناطق "أ" و"ب" قد أصبحت مكتظة بالسكان. من الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض بشكل تعسفي الغالبية العظمى من طلبات تراخيص البناء التي يقدمها المواطنون الفلسطينيون للبناء في مناطق "ج".

إن ادعاء "ريغافيم" بأن الإدارة المدنية الإسرائيلية متساهلة مع الفلسطينيين هو ادعاء زائف بشكل كامل. الحقيقة هي أن سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي قائمة على استهداف المباني الفلسطينية بالهدم، بشكل لا يمكن مقارنته بسياساتهم تجاه المستوطنين الاسرائيليين. وفقا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قامت بهدم 501 منشأة فلسطينية منذ بداية العام 2024، بما في ذلك المنشآت السكنية والزراعية، ما أسفر عن تهجير 936 شخصاً.

في بيانها الأخير، إنتقدت "ريغافيم" الإدارة المدنية للإحتلال الإسرائيلي لهدمها منشأة بناها مستوطنون إسرائيليون في بلدة قراوة بني حسان شمال غرب سلفيت، على أرض خاصة يمتلكها فلسطينيون، بينما تركت "فيلا" فلسطينية على قمة التلة دون مساس. إستخدمت "ريغافيم" مصطلح "فيلا" للتضليل بأن الفلسطينيين يمتلكون منازل فخمة، في الوقت الذي يعاني به المستوطنون. يقوم مركز القدس منذ 20 ديسمبر 2022، بالتدخل القانوني لمحاولة منع هدم هذا المنزل، حيث يقيم ثمانية أشخاص، من بينهم ستة أطفال، يواجهون خطر التهجير القسري في حال تم هدم منزلهم.

تتجاهل مثل هذه الرواية التي تروج لها "ريغافيم" السياق الأوسع للتوسع الاستيطاني غير القانوني للإحتلال الإسرائيلي، والقيود الصارمة المفروضة على الفلسطينيين. كما تهدف إلى تبرير الإستمرار بهدم المباني الفلسطينية. غالبا ما تستهدف عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي بشكل جائر التجمعات الفلسطينية، لحرمانهم بشكل ممنهج من أي قدرة على تنمية أحوالهم المعيشية، ما ينتهك أبسط حقوق الإنسان.

يدعو مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان إلى وضع حد لممارسات الهدم المتحيزة والتمييزية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري. كما يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الظلم الممنهج المفروض على الفلسطينيين، ومحاسبة سلطات الإحتلال الإسرائيلي على إنتهاكاتها للقانون الدولي. لا بد من التشديد على أن نضال الشعب الفلسطيني هو نضال بقاء ومقاومة ضد قوة إحتلال أجنبي تسعى إلى تجريده من أرضه وحقوقه المشروعة، وإن رواية "ريغافيم" تصب في ذات الهدف وتسعى إلى قلب الواقع.

عمارة الملينيوم ، الطابق السادس
شارع كمال ناصر
المصايف
هاتف: +970 2 298 7981
فاكس: +970 2 298 7982
ص.ب 1560 رام الله