لمحة عامة
يعتبــر موســم الزيتــون واحــداً مــن أهــم المواســم الزراعيــة فــي فلسـطين وأكثرهـا حضـوراً فـي المشـهد الريفـي، ذلـك أن جبـال فلســطين وعمــوم أرضهــا مزروعــة بأشــجار الزيتــون منــذ عهــود ُ قديمــة، وال يــزال الفلســطيني يعبــر عــن صــدق انتمائــه ألرضــه ووطنـه مـن خـال غـرس هـذه األشـجار ورعايتهـا واالهتمـام بهـا. لــم يكــن غريبــاً أن تصبــح شــجرة الزيتــون واحــدة مــن الرمــوز المعبـرة عـن الهويـة الفلسـطينية، فهـي مـن أكثـر األشـجار بركـة وقداسـة فـي معتقـد الفلسـطينيين الدينـي والشـعبي، باعتبارهـا شــجرة النــور المذكــورة فــي الكتــب الســماوية، كمــا تــوارث الفحــون الفلســطينيون ثقافــة شــعبية تعتبــر شــجرة الزيتــون اهــم مــا يملكــه الفلســطيني، وعبــروا عــن ذلــك بقولهــم: »مــا ملــك إال الزيتــون«، واعتبــرت مصــدرا لألمــن الغذائــي وحمــت الفلســطينيين مــن المجاعــات، ويــردد الفلســطينيون مقولــة »القمـح والزيـت عمـارة البيـت« ولـذا تواصـوا علـى االهتمـام بهـا ّ ثــه األجــداد لألحفــاد. وجعلوهــا أثمــن مــا ور ويعتبـر زيـت الزيتـون فـي المجتمـع الفلسـطيني عمـاداً لقتصاد الف َ حــي، وهــو أهــم مــا يعتمــد عليــه الفلســطيني فــي قوتــه ّ وطعامــه، فــا يــكاد يغيــب عــن أي مائــدة فلســطينية، ولــذا يحــرص الجميــع علــى توفيــر حاجتهــم منــه فــي كل موســم. وفقــا للجهــاز المركــزي لإلحصــاء الفلســطيني يبلــغ عــدد أشــجار الزيتـون فـي الضفـة الغربيـة حوالـي 10.5 مليـون شـجرة، وتبلـغ مسـاحة األراضـي المزروعـة بأشـجار الزيتـون فـي الضفـة الغربيـة حوالـي 575.2 ألـف دونـم ممـا يشـكل حوالـي 85% مـن اجمالـي المســاحة المزروعــة بالبســتنه الشــجرية فيهــا، وتشــير البيانــات الصـادرة عـن الجهـاز المركـزي لإلحصـاء الفلسـطيني ان معاصـر الزيتــون فــي الضفــة الغربيــة تنتــج حوالــي 34,027 طــن مــن الزيــت ســنويا، وهــذه الكميــة تشــير بوضــوح للجهــود المبذولــة فـي زراعـة الزيتـون واسـتخراج الزيـت منـه. 

شــهد موســما قطــف الزيتــون االخيريــن تصاعــدا حــادا فــي انتهــاكات االحتــال ضــد المزارعيــن الفلســطينيين، ممــا أثــر بشـكل ملحـوظ علـى امكانيـة الوصـول لحقول الزيتـون وقطفها، وتعــرض المزارعــون »وأحيانــا مرافقيهــم مــن المتضامنيــن« لعتـداءات الجسـدية مـن قبـل قـوات االحتـال والمسـتوطنين، وصلـت حـد إطـاق النـار والقتـل، األمـر الـذي الحـق بالمزارعيـن خســائر فادحــة أثــرت علــى الناتــج الوطنــي العــام.

للأطلاع على تفاصيل التقرير اضغط هنا